قبل أسابيع قليلة أشاد وزير الخارجية السويدي توبياس بيلستروم بعمق العلاقات التاريخية السويدية المغربية، وذلك على هامش “إفطار السلام” الذي أقامه السفير المغربي، كريم مدرك، أواخر شهر رمضان على شرف الوزير السويدي الذي نوه بالجهود الضخمة التي تقوم بها المملكة المغربية لدعم قيم السلام العالمي والتعايش الحضاري ومكافحة جميع أشكال العنف والتطرف والإرهاب، وهو الأمر الذي تسعى السويد بدورها إلى ترسيخه والعمل على تحقيق عالمٍ يسوده السلام خالٍ من جميع أشكال العنف والتطرف والإرهاب.
هذه الإشادة من أعلى مسؤول في العلاقات الخارجية السويدية تضاف إلى إشادات من مسؤولين أمريكيين وأوربيين وخليجيين بجهود المملكة المغربية، كونها دولة موثوقة في دعم قيم السلام العالمي، وتعزيز التنسيق الأمني لمكافحة التطرف والإرهاب والجريمة المنظمة، ودعوتهم للاستفادة من الخبرات المتراكمة للجهات الأمنية المغربية التي أصبحت رائدة في اعتماد سياسات استباقية ومندمجة لمواجهة مختلف المخاطر الأمنية؛ وعلى رأسها الكيانات الإرهابية التي تزداد خطورتها يوماً بعد يوم، خصوصاً مع التطور التكنولوجي الذي مكنها من سرعة التأثير التضليلي على العديد من الأشخاص، مما رفع من خطورتها وجعل منها أهم المشكلات العالمية والتحديات الأمنية العابرة للحدود والقارات.
شريك أمني موثوق لأوروبا
وتأتي الزيارة الرسمية لوزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمنان إلى العاصمة المغربية الرباط، والتي استغرقت يومي الأحد والاثنين الماضيين، لتضاف إلى الإشادة السويدية بموثوقية المملكة المغربية كشريك لعموم أوروبا في مكافحة التطرف والإرهاب والجريمة المنظمة، وتنسيق الجهود الثنائية لتعزيز المصالح الأمنية المشتركة لأوروبا وللمغرب الذي يعتبر أقرب دولة جغرافية من الضفة الجنوبية، وتربطه بأوروبا علاقات تاريخية عريقة وراسخة أساسها الثقة المتبادلة والنظرة المشتركة لعموم التحديات والمخاطر الأمنية.
كما أن اجتماع وزير الداخلية الفرنسي بنظيره المغربي عبد الواحد لفتيت، وتميز هذه الزيارة بكثافة اللقاءات بين مختلف الدوائر الأمنية الفرنسية والمغربية لتنسيق الجهود، دليلٌ آخر يؤكد على أن أوروبا تنظر إلى المملكة المغربية كشريك أمني موثوق لا غنى عنه في حفظ الأمن والاستقرار داخل حدود أوروبا، وأيضا على مستوى الأمن الإقليمي والقاري والعالمي.
المديرية العامة للأمن الوطني
هذه الثقة في التعاون الأمني المشترك، لا تعبر عنها أوروبا فقط، بل إن الزيارات المتواصلة للمدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني، عبد اللطيف حموشي، لعدد من الدول ضمن مختلف القارات، وتنظيم المغرب لعدد من المؤتمرات الأمنية العالمية، مؤشر إضافي على أن المغرب فاعلٌ رئيسي في دعم وتنسيق الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، وأن الأجهزة الأمنية المغربية تستند في رؤيتها وسياساتها على دعم الأمن والسلم في أبعادهما الوطنية والإقليمية والدولية.