أكدت مصادر دبلوماسية مغربية، والعديد من وكالات الأنباء ووسائل الإعلام الدولية نبأ قيام المملكة المغربية بتوزيع مساعدات إنسانية وطبية لصالح الشعب الفلسطيني بكل من غزة والقدس الشريف.
وتميزت المملكة المغربية بكونها الدولة الوحيدة التي اعتمدت في تقديمها المساعدات على الممر البري، من خلال تسليم الشحنات الغذائية والطبية إلى منظمة الهلال الأحمر الفلسطيني، وإدخالها من المعبر البري “كرم أبو سالم” الحدودي بين إسرائيل وقطاع غزة، بغرض توزيعها مباشرة إلى الفئات الأكثر تضررا من أبناء الشعب الفلسطيني في القطاع.
وبهذا تكون المملكة المغربية أول دولة، منذ بدأ الأزمة الحالية في غزة، تصل إلى المدنيين المتضررين مباشرة عن طريق البر، وهو الأمر الذي أشادت به العديد من وكالات الأنباء الدولية، ومنها وكالة الأناضول، ووسائل إعلام دولية فرنسية وإسبانية وأمريكية وعربية، معتبرة المبادرة المغربية تكتسي طابعا “خاصا وغير معهود” خصوصا مع ما تتناقله وسائل إعلام من اعتماد أسلوب رمي المساعدات من الجو، والذي تعتبره منظمات أممية غير مجدي ولا يحقق الهدف بمعايير ومقاييس الجودة.
كما نقلت مصادر رسمية مغربية أن المساعدات الموجهة برا للشعب الفلسطيني بكل من القدس الشريف وقطاع غزة، كانت بتعليمات مباشرة من جلالة الملك محمد السادس، ملك المملكة المغربية، و بتمويل من هيئات مغربية مؤسساتية، على رأسها مؤسسة محمد الخامس للتضامن، كما ساهم العاهل المغربي من ماله الخاص في تمويل هذه المساعدات والتي بلغت ضمن دفعتها الأولى 40 طن من المواد الغذائية والطبية، وتم إيصالها بطائرات القوات المسلحة الملكية المغربية إلى إسرائيل، ومنها إلى المعبر البري لقطاع غزة من خلال الهلال الأحمر الفلسطيني.
وبهذه الخطوة الميدانية، تعتبر المملكة المغربية، التي يترأس عاهلها لجنة القدس، الدولة العربية والإسلامية الوحيدة التي تمتلك القدرة على التواصل الإيجابي مع إسرائيل من جهة ومع الحكومة الفلسطينية، لدعم مصالح الشعب الفلسطيني، وتقريب وجهات النظر بين الطرفين في أفق تعزيز الأمن والسلام الشامل في المنطقة.
كما تأتي هذه المبادرة المغربية للتأكيد على مصداقية المساندة الميدانية لمختلف القضايا الإنسانية، بعيدا عن الشعارات الجوفاء، والمتاجرة الرخيصة بمعاناة الآخرين، للركوب عليها قصد تحقيق أهداف وغايات هي أبعد ما تكون عن المصالح الحقيقية للشعب الفلسطيني الذي عانى منذ خمسينات القرن الماضي من خطابات عنترية من رموز عربية ساهمت بقدر كبير في تأزيم الوضع عوض المساهمة في حله.