
استراتيجية جديدة لمكافحة “الخطر الكامن”: الشرطة السويدية تطرق الأبواب لمنع العنف الأسري
في خطوة غير مسبوقة تهدف إلى منع وقوع الكوارث خلف الأبواب المغلقة، بدأت الشرطة السويدية خلال الأيام الأخيرة بتطبيق استراتيجية وقائية جديدة تقوم على طرق أبواب السكان في عدة مدن، للسؤال عن أحوالهم والتأكد من سلامة الأسر وخلو المنازل من أي عنف أسري أو مشاكل قد تتفاقم.
من الاستجابة إلى الوقاية: تحول في التعامل
تُشير الإجراءات الجديدة إلى تحول جذري في أسلوب تعامل الشرطة السويدية مع قضايا العنف الأسري، والتي تُعد ملفًا حساسًا للغاية في المجتمع. وتؤكد الشرطة أن هذه الاستراتيجية تهدف إلى التدخل المبكر ومنع المشاكل من التحول إلى حوادث مأساوية يصعب تداركها.
وفي تصريحات حول الحملة، أوضحت المتحدثة باسم الشرطة أن الهدف هو “الوصول إلى ما يحدث خلف الأبواب المغلقة قبل أن يتحول إلى كارثة حقيقية”. وأضافت أن وجود الشرطة في الأحياء والتواصل المباشر مع السكان ليس مجرد إجراء روتيني، بل هو جزء من خطة موسعة لمكافحة العنف المستتر الذي قد لا يتم الإبلاغ عنه بالطرق التقليدية خوفًا أو بسبب العزلة.
ولم تقتصر استراتيجية الشرطة على الطرق على الأبواب فحسب، بل رافقتها دعوة واضحة ومُلحة للجمهور للعب دور فعال في هذه المعركة.
تطلب الشرطة السويدية من الأهالي والجيران الإبلاغ فورًا عن أي أصوات صراخ، أو مشاجرات متكررة، أو أي أمور مريبة تتعلق بالعنف أو سوء المعاملة داخل الأسرة. وتشدد السلطات على أن مبدأ التدخل المبكر قد ينقذ حياة، وأن التردد في الإبلاغ قد يكلف ضحايا العنف حياتهم أو سلامتهم.
العنف الأسري في السويد ملف حساس للغاية، وسلامة الأفراد هي الأولوية القصوى. تعاون الأهالي والمجتمع مهم جدًا لوقف هذه الظاهرة وحماية الضحايا، خاصة الأطفال.”
وتُعد هذه الخطوة تأكيدًا على أن مكافحة العنف الأسري ليست مسؤولية الأجهزة الأمنية وحدها، بل هي شراكة مجتمعية تتطلب يقظة الجيران واستعدادهم لمد يد العون عن طريق الإبلاغ الفوري، مما يعكس إيمانًا بأن المجتمع هو خط الدفاع الأول ضد العنف الكامن.





