في زيارة مفصلية: زيلينسكي في السويد لتعزيز التعاون الدفاعي ومباحثات “غريبن” الضخمة
وصل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى السويد اليوم الأربعاء في زيارة رسمية بالغة الأهمية، تركز على تعزيز التعاون الدفاعي طويل الأمد بين كييف وستوكهولم، وسط مؤشرات قوية على مفاوضات متقدمة حول صفقة محتملة لتصدير مقاتلات “غريبن” السويدية إلى أوكرانيا.
استُقبل زيلينسكي في مطار لينشوبينغ من قبل رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون، في استقبال حميمي تبادلا فيه التحية والعناق، قبل أن يتوجها لبدء جدول أعمال الاجتماعات الرسمية.
جولة في مصنع “ساب” ومحادثات استراتيجية
وفي تصريح لقناة SVT، أكد كريسترسون على أهمية الزيارة قائلاً: “سنناقش اليوم واحدة من أهم القضايا الدفاعية طويلة الأمد، وسنقوم بجولة لمشاهدة واحد من أفضل الطائرات المقاتلة في العالم”.
وتركزت الزيارة حول الشق الدفاعي، حيث توجه الزعيمان إلى مقر شركة “ساب” (Saab) في لينشوبينغ، وهي الشركة المصنعة لمقاتلات JAS 39 Gripen السويدية. لطالما كانت هذه المقاتلات مطروحة كخيار مفضل لتزويد أوكرانيا بها، في إطار الدعم العسكري الغربي لمواجهة الغزو الروسي.
إعلان رئيس الوزراء السويدي: اتفاق نوايا لـ 150 طائرة “غريبن”
عقب الاجتماعات والجولة، جاء الإعلان الذي انتظرته الأوساط السياسية والدفاعية. ففي منشور عبر صفحته الرسمية، أكد رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون أن الزيارة أثمرت عن توقيع “إعلان نوايا مهم”، وصفه بأنه “يمثل خطوة نحو صفقة تصدير محتملة وضخمة”.
وكشف كريسترسون عن حجم الصفقة المتوقعة، مشيراً إلى أنها قد تشمل ما بين 100 و 150 طائرة مقاتلة من طراز “غريبن”، بهدف “بناء سلاح جو أوكراني جديد وقوي للغاية”. وأضاف رئيس الوزراء أن الرئيس زيلينسكي “حصل على فرصة لرؤية الخصائص المثيرة للإعجاب لغريبن عن كثب”، مؤكداً أن هذا التعاون سيعزز “أوكرانيا، السويد، وأوروبا”.
شراكة استراتيجية أوسع بين البلدين
أشار بيتر هولتكوفيست، رئيس لجنة الدفاع في البرلمان والمتحدث باسم الحزب الاشتراكي الديمقراطي في القضايا الدفاعية، إلى أن زيارة زيلينسكي “تعكس بداية تعاون أوسع بين البلدين”.
وفي تصريح لصحيفة Expressen، قال هولتكوفيست: “أعتقد أن الأمر يتعلق بشراكة استراتيجية أكبر، وإلا لما جاء الرئيس الأوكراني بنفسه إلى هنا”، مؤكداً أن حزبه يدعم منذ فترة طويلة فكرة إرسال طائرات “غريبن”، وأن ذلك “سيشكل خطوة مهمة لبناء مستقبل القوات المسلحة الأوكرانية ومكانة السويد في التعاون الدفاعي الأوروبي”.
وقد رافق كريسترسون في هذه الزيارة الاستراتيجية عدد من الوزراء السويديين، من بينهم وزراء الدفاع والخارجية، مما يعكس الأهمية القصوى التي توليها ستوكهولم لتعميق شراكتها مع كييف في هذا التوقيت الحرج.
