أجرى الإعلامي الأمريكي الشهير تاكر كارلسون قبل أيام مقابلة صحفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بثتها قنوات أمريكية وعالمية وعربية، حيث تخطت 190 مليون مشاهدة، واعتبرها البيت الأبيض “دعاية مجانية”.
وتطرقت المقابلة لملفات كثيرة، منها اجتياح روسيا للأراض الأوكرانية، حيث سأله الصحفي عن الغزو الذي كانت بدايته باحتلال شبه جزيرة القرم سنة 2014، وما تلاها من احتلال للأراضي الأوكرانية في شهر فبراير من سنة 2022، ليطلب بوتين من السائل أن يمهله فترة زمنية لشرح نظرته الشخصية لهذا الملف، مستعيناً بروايته الخاصة للتاريخ، بالضبط سنة 862 ميلادية! حيث سرد بوتين ما رآه حقائق تاريخية عندما قام سكان مدينة “نوفغرود” بدعوة أمير “فارانجيان” من الدول الاسكندنافية لحكمهم! مضيفا أنه مع سنة 1882 بدأت الدولة الروسية تتطور من خلال قطبيها “نوفغرود” و”كييف”!
وقد أظهرت هذه المقابلة الصحفية رغبة الرئيس الروسي بوتين في الهيمنة على المنطقة، وأن استعانته بالتاريخ الغابر كانت وسيلته لتبرير ما أقدم عليه من احتلال لأراضي دولة عضو في الأمم المتحدة وانتهاك سيادتها، وأمام استدعائه للتاريخ في الحالة الأوكرانية فإنه لا يأمن معه استدعاء رواية تاريخية أخرى لتكرار النموذج الأوكراني مع دولٍ مجاورة.
