مأساة جديدة تضرب غزة: الأمطار تغرق خيام النازحين

كارثة إنسانية تتفاقم في المواصي والمجتمع الدولي يحذر من شتاء قارس
فاقمت الأمطار الغزيرة التي تضرب الأراضي الفلسطينية منذ فجر الجمعة، معاناة مئات الآلاف من النازحين في قطاع غزة، حيث أعلن الدفاع المدني بغزة اليوم السبت عن غرق عشرات الخيام التي تأوي نازحين في منطقة المواصي غرب مدينة خان يونس جنوبي القطاع، مؤكداً أن طواقمه تتعامل مع الموقف الكارثي في المخيمات.
وتشير التقديرات إلى أن مأساة إنسانية حقيقية تتفاقم مع دخول فصل الشتاء، حيث يتأثر قرابة مليون ونصف إنسان من سكان غزة يفتقرون لأبسط مقومات الحياة الآمنة. وقد أكد المتحدث باسم الدفاع المدني، محمود بصل، في تصريحات سابقة أن آلاف الخيام غمرتها المياه، وأن القطاع بحاجة إلى ما لا يقل عن 450 ألف خيمة لإيواء النازحين.
في سياق متصل، دعت المقاومة الضامنين لاتفاق وقف الحرب، والأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، إلى التحرك العاجل لإيصال الإمدادات الإنسانية والطبية والإيوائية إلى القطاع.
وشددت على أن هذا الوضع المأساوي يؤكد الحاجة الملحة والعاجلة للإغاثة والإيواء، في ظل استمرار المماطلات في السماح بدخول المساعدات الضرورية كالخيام والبيوت المتنقلة، وذلك تنصلاً من التزاماته التي نص عليها اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر الماضي.
كما أفاد جهات حكومية في بيان له بأن المعاناة تتزايد والمأساة الإنسانية تتفاقم لمليون ونصف نازح يعيشون في الخيام غير الصالحة للإقامة.
تحذير أممي ومواد إيواء “عالقة”
من جهتها، أعربت الأمم المتحدة عن قلقها البالغ إزاء الأوضاع المتدهورة. وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، إن المنظمة تخشى أن تصبح جميع العائلات في غزة عرضة لظروف الطقس القاسية، مؤكداً أن إسرائيل رفضت 23 طلباً لإدخال إمدادات أساسية منذ وقف إطلاق النار.
وأضاف دوجاريك أن “ملايين من مواد المأوى لا تزال عالقة في الأردن ومصر وإسرائيل في انتظار الموافقات اللازمة لدخول غزة”.
بدورها، أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أن الأمطار تزيد صعوبة الأوضاع، وأن العائلات تلجأ إلى أي مكان متاح، بما في ذلك الخيام المؤقتة والبالية. وشددت الوكالة على أن الحاجة ماسة إلى إمدادات المأوى، داعية إلى السماح لها بتقديم ما يتوفر لديها من إمدادات للسكان.
ويعيش النازحون في غزة واقعاً مأساوياً بعد نحو عامين من الحرب التي خلفت دماراً هائلاً طال 90% من البنى التحتية المدنية، ودمّرت أو أهترأت عشرات الآلاف من الخيام التي باتت غير صالحة للإقامة بنسبة تقدر بنحو 93%، بفعل القصف وعوامل الطبيعة. ومع استمرار منع إدخال مواد الإيواء، تبقى الأزمة الإنسانية في غزة تتفاقم وتنتظر تدخلاً دولياً عاجلاً.



