الأخبارالرئيسية

بعد 50 عامًا: السويد تستثمر في الجيل الجديد من المفاعلات النووية

السويد تعود إلى الطاقة النووية بمفاعلات صغيرة: خطوة جريئة أم مخاطرة كبيرة؟
بعد نصف قرن من التوقف، تعلن السويد عن عودتها إلى مجال الطاقة النووية، لكن هذه المرة بأسلوب مختلف. فقد أعلنت شركة “فاتينفال” المملوكة للدولة، بالتزامن مع مؤتمر صحفي لقادة أحزاب اتفاق “تيدو” في موقع محطة “رينغهالس” النووية، عن خططها لبناء مفاعلات جديدة.
رئيس الوزراء السويدي، أولف كريسترشون، وصف هذه الخطوة بأنها “أول مرة منذ نصف قرن، سيتم بناء طاقة نووية جديدة في السويد”، مؤكدًا على أهمية الاستقرار السياسي لجذب استثمارات طويلة الأمد في قطاع الطاقة.
مفاعلات صغيرة بدلًا من العملاقة
القرار المثير للاهتمام هو اختيار “فاتينفال” الاستثمار في ما يعرف بـالمفاعلات المعيارية الصغيرة (SMR)، بدلاً من المفاعلات التقليدية الكبيرة. وفقًا للمديرة التنفيذية للشركة، آنا بوري، فإن هذا الخيار كان الأفضل لأسباب تقنية ومالية ولوجستية، خاصة في شبه جزيرة فارو حيث المساحة محدودة. وقالت بوري: “توصلنا إلى أن الصغيرة أفضل من الكبيرة”، مشيرة إلى أن هذا يقلل من المخاطر المرتبطة بالموقع.
تخطط الشركة لبناء خمسة مفاعلات من طراز BWRX-300 الأمريكية أو ثلاثة من طراز Rolls-Royce البريطانية، بقدرة إنتاجية إجمالية تصل إلى 1500 ميغاواط، وهو ما يعادل طاقة 1.5 مفاعل تقليدي. كما تدرس الشركة إمكانية إضافة 1000 ميغاواط أخرى في نفس الموقع بحلول عام 2035.
دعم حكومي مثير للجدل وتكاليف محتملة
على الرغم من أن القرار الاستثماري النهائي لن يُتخذ قبل عام 2029، فإن “فاتينفال” بدأت بالفعل في التحضيرات الأولية، بما في ذلك أعمال البنية التحتية ووضع الطلبات المسبقة للموردين.
ولضمان تنفيذ هذا المشروع، فتحت الحكومة باب الدعم المالي لمشاريع الطاقة النووية، بما في ذلك قروض حكومية بمليارات الدولارات وضمانات لأسعار الكهرباء لمدة 40 عامًا. ورغم أن هذا الدعم يهدف إلى طمأنة المستثمرين، إلا أنه أثار انتقادات واسعة من خبراء ومعارضة سياسية بسبب التكاليف المحتملة على دافعي الضرائب. وتعتبر بوري هذا الدعم الحكومي “ضروريًا” لكي يتم تنفيذ هذا الاستثمار، نظرًا لانخفاض أسعار الكهرباء حاليًا.
ومن المتوقع أن تتقدم “فاتينفال” بطلب للحصول على هذا الدعم خلال خريف هذا العام، مما سيشكل خطوة حاسمة في مسار عودة السويد إلى الطاقة النووية. يبقى السؤال مطروحًا: هل ستكون هذه الخطوة بداية حقبة جديدة من الطاقة النظيفة والمستقرة في السويد، أم أنها ستكون مغامرة مكلفة على حساب المواطن؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!